تُحَاوْل أَن تُعَيِّد حِسَاب الْأَمْس
.. وَمَا خَسِرَت فِيْه .. فَالَّعُمَر حِيْن تَسْقُط أَوْرَاقَه لَن تَعُوْد مَرَّة أُخْرَى
.. وَلَكِن مَع كُل رَبِيْع جَدِيْد سَوْف تُنْبِت أَوْرَاق أُخْرَى
.. فَانْظُر الَى تِلْك الْأَوْرَاق الَّتِي تُغَطِّي وَجْه الْسَّمَاء
وَدَّعَك مِمَّا سَقَط عَلَى الْأَرْض فَقَد صَارَت جُزْءا مِنْهَا
إِذَا كَان الْأَمْس ضَاع .. فَبَيْن يَدَيْك الْيَوْم
وَإِذَا كَان الْيَوْم سَوْف يَجْمَع أَوْرَاقَه وَيَرْحَل .. فَلَدَيْك الْغَد.. لَا تَحْزَن عَلَى الْأَمْس فَهُو لَن يَعُوْد
وَلَا تَأَسُّف عَلَى الْيَوْم .. فَهُو رَاحِل
وَاحَلُّم بِشَمْس مُضِيِّئَه فِي غَد جَمِيْل
إِنَّنَا أَحْيَانَا قَد نَعْتَاد الْحَزَن حَتَّى يُصْبِح جُزْءا مِنَّا
وَنَصِيْر جَزْءا مِنْه.. وَفِي بَعْض الْأَحْيَان تَعْتَاد عَيْن الْإِنْسَان
عَلَى بَعْض الْأَلْوَان وَيُفْقَد الْقُدْرَة عَلَى أَن يَرَى غَيْرَهَا .. وَلَو أَنَّه
حَاوَل أَن يَرَى مَا حَوْلَه لِأَكْتَشِف
أَن الْلَّوْن الْأَسْوَد جَمِيْل .. وَلَكِن الْأَبْيَض أَجْمَل مِنْه
وَأَن لَوْن الْسَّمَاء الْرَّمَادِي يُحَرِّك الْمَشَاعِر وَالْخَيَال
وَلَكِن لَوْن الْسَّمَاء أَصْفَى فِي زُرْقَتِه .. فَابْحَث عَن الْصَّفَاء وَلَو كَان لَحْظَة .. وَابْحَث عَن الْوَفَاء وَلَو كَان مُتْعَبَا و شَاقّا
.. وَتُمْسِك بِخُيُوْط الْشَّمْس حَتَّى وَلَو كَانَت بَعِيْدَه
وَلَكِن لَوْن الْسَّمَاء أَصْفَى فِي زُرْقَتِه .. فَابْحَث عَن الْصَّفَاء وَلَو كَان لَحْظَة .. وَابْحَث عَن الْوَفَاء وَلَو كَان مُتْعَبَا و شَاقّا
.. وَتُمْسِك بِخُيُوْط الْشَّمْس حَتَّى وَلَو كَانَت بَعِيْدَه
.. وَلَا تَتْرُك قَلْبِك وَمَشَاعِرَك وَأَيَّامُك لُأَشْيَاء ضَاع زَمَانُهَا
إِذَا لَم تَجِد مَن يُسْعِدْك فَحَاوَل أَن تَسْعَد نَفْسَك
.. وَإِذَا لَم تَجِد مَن يُضِيَء لَك قِنْدِيْلا .. فَلَا تَبْحَث عَن اخِر أَطْفَأَه
وَإِذَا لَم تَجِد مَن يَغْرِس فِي أَيَّامِك وَرَدَّه
.. فَلَا تِسْع لِمَن غَرْس فِي قَلْبِك سَهْمَا وَمَضَى
أَحْيَانَا يُغْرِقُنَا الْحَزَن حَتَّى نَعْتَاد عَلَيْه .. وَنَنْسَى
أَن فِي الْحْيَاة أَشْيَاء كَثِيْرَة يُمْكِن أَن تُسْعِدُنَا
وَأَن حَوْلِنَا وَجُوْهَا كَثِيْرَة يُمْكِن أَن تُضِيْء
فِي ظَلَام أَيَّامِنَا شَمْعَة .. فَابْحَث عَن قَلْب يَمْنَحُك الْضَّوْء
وَلَا تَتْرُك نَفْسَك رَهِيْنَة لِأَحْزَان الْلَّيَالِي الْمُظْلِمَة
إِدْفَع عُمُرِك كَامِلَا لَإِحْسَاس صَادِق وَقَلْب يَحْتَوِيْك
.. وَلَا تُدْفَع مِنْه لَحْظَة فِي سَبِيِل حَبِيْب هَارِب
.. أَو قَلَب تَخَلَّى عَنْك بِلَا سَبَب
لَا تُسَافِر الَى الْصَّحْرَاء بَحْثَا عَن الْاشْجَار الْجَمِيلَه
فَلَن تَجِد فِي الْصَّحْرَاء غَيْر الْوَحْشَة
.. وَانْظُر الَى مِئَات الْأَشْجَار الَّتِي تَحْتَوِيْك بِظِلِّهَا
.. وتِسعدُك بِثِمَارِهَا .. وَتُشْجِّيك بِأَغَانِيْهَا
لَا تَنْظُر الَى الْأَوْرَاق الَّتِي تُغَيِّر لَوْنُهَا
.. وَبَهَتَت حُرُوْفِهَا .. وَتَاهَت سُطُوْرِهَا بَيْن الْأَلَم و الْوَحْشَه
.. سَوْف تُكْتَشَف أَن هَذِه الْسُّطُوْر لَيْسَت أَجْمَل مَا كَتَبْت
.. وَأَن هَذِه الْأَوْرَاق لَيْسَت اخِر مَا سَطَّرْت
.. وَيَجِب أَن تُفَرِّق بَيْن مَن وَضَع سُطُوْرِك فِي عَيْنَيْه
.. وَمَن الْقَى بِهَا لِلْرِّيَاح
..لَم تَكُن هَذِه الْسُّطُوْر مُجَرَّد كَلَام جَمِيْل عَابِر
.. وَلَكِنَّهَا مَشَاعِر قَلْب عَاشَهَا حَرْفَا حَرْفَا
.. وَنَبْض إِنْسَان حَمْلَهَا حُلْمَا
.. وَلَكِنَّهَا مَشَاعِر قَلْب عَاشَهَا حَرْفَا حَرْفَا
.. وَنَبْض إِنْسَان حَمْلَهَا حُلْمَا
.. وَاكْتَوَى بِنَارِهَا أَلَمْا
أنَاْ أُنثْىْ تُعَآنِقُ حُدودَ السَماءِ بــ طُهرِهاْ
مَلآئكيَةٌ تَغْفَىْ عَلىْ أوْدَاجِ النَقاءْ
لاْ شَبِيهَ لـِ رَوحْيْ سِوايْ ..مَولُودَةٌ مِنْ رَحِم القَمَرْ
وتَسْكُنُ فِيْ فَضَاءِ الثُرَيَا ..تِلكْ أنَاْ
•• آشرآقة الكون
لكـــــم
ودي
ملاكےوعيونيے هلاكے

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق